الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.سورة الدّخان: آياتها 59 آية.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم. .إعراب الآيات (1- 8): {حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)}.الإعراب: الواو واو القسم (الكتاب) مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (في ليلة) متعلّق ب (أنزلناه)... جملة: أقسم (بالكتاب) لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: (إنّا أنزلناه) لا محلّ لها جواب القسم وجملة: (أنزلناه) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (إنّا كنّا) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (كنّا منذرين) في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) 4- 5- (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفرق) (أمرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى أي فرقا (من عندنا) متعلّق بنعت ل (أمرا). وجملة: (يفرق كلّ أمر) في محلّ جرّ نعت لليلة وجملة: (إنّا كنّا) لا محلّ لها تعليليّة. (رحمة) مفعول لأجله منصوب، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (رحمة)، (هو) ضمير فصل. وجملة: (إنّه السميع) لا محلّ لها اعتراضيّة. (ربّ) بدل من ربّك مجرور مثله الواو عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. وجملة: (كنتم موقنين) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف أي فأيقنوا برسالة محمّد عليه السلام. 8- (ربّكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وجملة: (لا إله إلّا هو) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يحيى) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّ. وجملة: (يميت) لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيى. وجملة: هو (ربّكم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. .إعراب الآية رقم (9): {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)}.الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (في شكّ) متعلّق بخبر المبتدأ (هم).. جملة: (هم في شكّ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يلعبون) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم). الفوائد: - بل... ورد في هذه الآية قوله تعالى: (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) ف (بل) حرف إضراب، ومعنى الإضراب أن تنفي الحكم عما قبلها، وتثبته لما بعدها، مثل: جاء زيد بل عمرو. وسنوضح شيئا مما يتعلق بها: 1- هي حرف إضراب، فإن تلاها جملة، كان معنى الإضراب، إما الإبطال كقوله تعالى: (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) أي بل هم عباد، وقد أبطلت (بل) حكم اتخاذ الرحمن ولدا. وكقوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ)، (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ). وإما أن تفيد الانتقال من غرض إلى آخر، كقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا)، (ولَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ) وهي في ذلك كله حرف ابتداء لا عاطفة على الصحيح. 2- وإن تلاها مفرد فهي عاطفة، ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب: (كاضرب زيدا بل عمرا) و(قام زيد بل عمرو) فما قبلها لا يحكم عليه بشيء، ويثبت الحكم لما بعدها. 3- وإن تقدمها نفي أو نهي: فهي لتقرير ما قبلها على حالته وجعل ضده لما بعده، نحو: (ما قام زيد بل عمرو) و(لا يقم زيد بل عمرو). 4- وتزاد قبلها (لا) لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، كقول الشاعر: وإذا وقعت بعد النفي تؤكد تقرير ما قبلها. .إعراب الآيات (10- 12): {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}.الإعراب: الفاء عاطفة للربط (يوم) مفعول به منصوب (بدخان) متعلّق ب (تأتي)، والباء للتعدية. جملة: (ارتقب) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عمّا سبق أي تنبّه فارتقب. وجملة: (تأتي السماء) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (يغشي) في محلّ جرّ نعت لدخان وجملة: (هذا عذاب) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قالوا هذا عذاب وجملة: (ربّنا) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (اكشف عنّا) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (إنّا مؤمنون) لا محلّ لها تعليليّة. الفوائد: - بعض علائم القيامة.. روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما رأى من كفار مكة إدبارا قال: «اللهم سبعا كسبع يوسف»، فأخذتهم سنة حصّت كلّ شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر أحدهم إلى السماء، فيرى كهيئة الدخان. فأتاه أبو سفيان فقال: إنك جئت تأمر بطاعة اللّه وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع اللّه لهم. فدعا فكشف اللّه عنهم العذاب، فعادوا، فانتقم منهم يوم بدر، بدليل قوله تعالى: (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ). وقيل هو دخان يجيء قبل قيام الساعة، ولم يأت بعد، فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين، حتى يكون الرجل رأسه كالرأس الحنيذ (المشوي)، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه. وهو قول ابن عباس وابن عمرو الحسن، ويدل عليه ما روى البغوي بإسناد الثعلبي عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أول الآيات (أي علائم الساعة) نزول عيسى ابن مريم، ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم (تنام) إذا قالوا. قال حذيفة: يا رسول اللّه، وما الدخان؟ فتلا هذه الآية يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يملأ ما بين المشرق والمغرب، يمكث أربعين يوما وليلة. أما المؤمن، فيصيبه منه كهيئة الزكام، وأما الكافر كمنزلة السكران، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره. واللّه أعلم. ومعنى حصت: أهلكت. .إعراب الآيات (13- 16): {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}.الإعراب: (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (لهم) متعلّق بحال من الذكرى الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق. جملة: (أنّى لهم الذكرى) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (جاءهم رسول) في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) 14- (تولّوا) مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عنه) متعلّق ب (تولّوا)، (معلّم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (مجنون) خبر ثان مرفوع. وجملة: (تولّوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءهم رسول وجملة: (قالوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءهم رسول وجملة: هو (معلّم) في محلّ نصب مقول القول 15- (قليلا) اسم منصوب نائب عن طرف مقدّر أي زمنا قليلا... وجملة: (إنّا كاشفوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ جواب لدعائهم... وجملة: (إنّكم عائدون) لا محلّ لها تعليل للاستئناف المتقدّم 16- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عائدون). (البطشة) مفعول مطلق منصوب. وجملة: (نبطش) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (إنّا منتقمون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. الصرف: (14) معلّم: اسم مفعول من الرباعيّ علّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة، (15) عائدون: جمع عائد، اسم فاعل من الثلاثيّ عاد، وزنه فاعل، وفيه إبدال حرف العلّة همزة، أصله عاود، جاءت الواو بعد ألف فاعل قلبت همزة اطّرادا في اسم الفاعل للأجوف. (16) البطشة: مصدر المرّة من فعل بطش الثلاثيّ، وزنه فعلة فتح فسكون.. .إعراب الآيات (17- 22): {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)}.الإعراب: الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (فتنا)، الواو (عاطفة)- أو حالية-. جملة: (قد فتنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها. وجملة: (جاءهم رسول) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم 18- (أن) تفسيريّة لتقدّم ما فيه معنى القول عليها، (إليّ) متعلّق ب (أدّوا)، (عباد) منادى منصوب حذف منه أداة النداء ومفعول (أدّوا) محذوف (لكم) متعلّق بحال من رسول. وجملة: (أدّوا) لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: (النداء وجوابه المقدّر) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (إنّي لكم رسول) لا محلّ لها تعليل للأمر المتقدّم- أو استئناف بيانيّ. 19- الواو عاطفة (أن) مثل الأولى بكلّ حالاتها (لا) ناهية (على اللّه) متعلّق ب (تعلوا)، (آتيكم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، (بسلطان) متعلّق ب (آتيكم). وجملة: (لا تعلوا) لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة. وجملة: (إنّي آتيكم) لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم- أو استئناف بيانيّ. 20- الواو استئنافيّة (بربّي) متعلّق ب (عذت)، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (ترجمون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.. والمصدر المؤوّل (أن ترجمون) في محلّ حرف جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عذت) أي من أن ترجموني. وجملة: (إنّي عذت) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (عذت) خبر إنّ. وجملة: (ترجمون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 21- الواو عاطفة (لم) للنفي فقط (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل (لي) متعلّق ب (تؤمنوا) بتضمينه معنى تقرّوا الفاء رابطة لجواب الشرط، والنون في (اعتزلون) للوقاية وجملة: (إن لم تؤمنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي عذت وجملة: (اعتزلون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. 22- (الفاء عاطفة) وجملة: (دعا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فلم يتركوه فدعا ربه والمصدر المؤوّل (أنّ هؤلاء قوم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (دعا) أي: دعا ربّه بأنّ هؤلاء قوم.. والباء للتعدية. الصرف: (18) أدّوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع، فمضارعه المسند إلى واو الجماعة هم يؤدّون، أصله يؤديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يؤدّون، فلمّا انتقل إلى الأمر بقي الإعلال، ووزن أدّوا أفعوا. (19) تعلوا: فيه إعلال بالحذف أصله تعلووا- بواوين- فلمّا التقى ساكنان حذفت واو الفعل حرف العلّة وأصبح تعلوا، وزنه تفعوا.. (آتيكم)، اسم فاعل من الثلاثيّ أتى، فهو على وزن فاعل، ولمّا اجتمعت همزة أتى مع ألف فاعل أدغمتا ووضع فوقهما مدّة.. وفيه إعلال بالتسكين، والأصل فيه آتيكم بضمّ الياء.. هذا ويجوز أن يكون اللفظ مضارعا للثلاثيّ أتى، فلمّا دخلت همزة المضارعة، والهمزة الثانية ساكنة، أدغمتا ووضع فوقهما المدّة، والأصل أأتى بفتح فسكون. |